الجمعة، 17 يوليو 2009

القانون والشرطة في خدمة الشعب



كنت رايح الورشة انبارح الصبح وانا راكب في الأتوبيس ومعدي من قدام المساكن لقيت ظابط ملازم أول موقف توناية - للي مش فاهم يعني ايه توناية هي ذلك الشئ الأكبر من التوكتوك واصغر من الميكروباس - وماسك السواق بتاعها ونازل فيه ضرب
أفتكرت زمان لما كانت الشرطة في خدمة الشعب وقلت كان زمان دلوقتي فعلا الشرطة والشعب في خدمة القانون
وقعدت افكر هو الاصل في مبدأ قيام الدستور ان القانون هو اللي يخدم الشعب ولا الشعب هو اللي يخدم القانون
الله اعلم
بس بجد الضرب كان مبرح اوي لدرجة ان انا أتوجعتله وسواق الأتوبيس وقف وكان كل اللي في الأتوبيس عاوز ينزل يضرب الضابط
- وخصوصا بعد ما عرفنا ان تهمة الواد ده انه بيحمل ناس بدون ترخيص يعني العربية كانت ملاكي مش اجرة فقلت الله ينور واضح ان احنا اللي في خدمة القانون فعلا-
بس

وعاوز اقف كتير اوي عند كلمة بس دي

كان كلو خايف ينزل يضرب الضابط ده او بلاش يضربو يشتمو او بلاش كمان يشتمو يقولو حرام عليك سيبو اهو بيلقط رزقو مش احسن ما يسرق وهو اكيد العربية دي مش بتاعته

تخيلو اكتر من خمسين راجل وأنا منهم خايفين من عيل لسة متمش 25 ولا تلاتين بالكتير

طب ليييييييييييه ؟
قعدت تقريبا طول اليوم عاوز اعرف ليه
هو عشان معاه طبنجة
ولا عشان سلطته ولا عشان بدلته ولا عشان ايه بالظبط

بس بجد لقيت ان السبب الوحيد المقنع ان احنا اللي كنا خايفين وبس كنا خايفين.
ده لما راجل شتمه بصوت واطي مراته قالتله بس بسسسسسسس تودي روحك في ستين داهيه الراجل اتخرس

طب ايه اللي وصلنا لمرحلة الخوف دي

افتكرت عمي لما نزل من المانيا وقالي ان هناك الدولة فرضه نفسها عالمجتمع بس بأسلوب جميل بالرغم من الأزمة الاقصادية اللي موجودة بس الشعب مبينطقش ولا بيعتصم
قالي ان الدولة مهتمية اوي اوي بالمسرح الراقي وبوسائل الترفيه ووسائل الاعلام والصحة والنضافة وتوافر التكنولوجيا في كل البيوت فبالرغم من ان في ناس في المانيا عشان مش قادرين يدفعو ايجار الشقة بتاعتهم بقو بيجيبو اغراب يأجرولهم غرفة النوم لمدة 8 ساعات والناس دي تدفع ايجار رمزي للمستأجر الأصلي

ده معناه ان في ناس مش قادرين يدفعو ايجار الشقة والمان وفي ناس معندهاش اساسا شقة وبيأجروا مكان ينامو فيه
وده فين في ألمانيا

بس بقى هناك في أهتمام بآداب المرور بتفرضه الدولة فتلاقي الفقير يعدي من قدام اغلى عربية فيكي يا بلد وتلاقي سواق العربية مستعجل بس بيبصله باهتمام وباحترام
تلاقي الفقير لاقي وسائل ترفيه لولاده رخيصة
الولد الصغير بيتصرفله 150 يورو شهريا قبل ما يدخل المدرسة
العاطل اهو بياخد مبلغ يمشي حاله لحد ما يلاقي شغل

من النهاية دولة بتقدر أبنائها
وبالرغم من تواجد الشرطة الغير مكثف هناك إلا ان عدد الجرائم اللي في ألمانيا مش كتير
وعدد الجرائم التي يرتكبها افراد الشرطة في الشعب يكاد يكون منعدم

كل ده عمال افكر فيه لحد ما رحت الورشة وغيرت هدومي وبدأت أشتغل في عربية لادا قديمة تاكسي كمان يعني طالع بوظها وفجأة سواق العربية الاهبل دور العربية وانا تحت عند الشكمان قال ايه بيجربها وشديت انا نفس رصاص قشطة فكرني بمقولة البروفيسور العظيم جوزف ناي عن تأثير القوة الناعمة على استقرار البلد

وللي ميعرفش ان في حاجة اسمها القوة الناعمة وهي تلك القوة التي تيسر لك الحصول على ما تريد دون اللجوء إلى العنف او السيطرة او القوة

بمعنى أن بجد أوروبا أو بمعنى أصح قوة أوروبا في التأثير على شعوبها واستقرار البلاد يكمن في قوة دولتها
الناعمة

أما قوة مصر في الـتأثير على شعوبها وانها تخليهم يفضلو ساكتين عن الحق وهم شايفينو يكمن في قوتها الإيه بقى
أيون شطار قوتها الخشنة
اللهم إلا قليل من الاعتصامات اللي تلاقي واقف فيها كام واحد كده يقفو ساعتين ييجي الامن المركزي عشان يفضيهم او تسيب الدولة الشمس تلدع قفاهم وتفرقهم برضه

الواقع اللي انا شايفه من وجهة نظري
ان الشعب تقع عليه المسؤولية الأكبرفي كونه رأى منكرا ولم يغيره
رأى الحق وسكت عنه وفضل أن يكون شيطانا أخرس

والمسؤولية التانية بصراحة متقعش عالحكومة إنما تقع عالراس الكبيرة اللي بقالها 30 سنة ماسكة الحكم وكل ما حاجة تحصل الإعلام يعلقها على شماعة الحكومة

في النهاية كل اللي انا اتمناه
ان حــالك يا بــلادي يتصــلح
وان شعبك يا بلادي يستريح



وااااااااااااااااا أسفي عليكي يا مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق