الاثنين، 13 ديسمبر 2010

العاصفة التي دمرت بلدتي



تفتح عينيك تجد الظلام
تنظر الى تلك الستائر الغامقة التي تحجب عنك ذاك الشباك الكبير الذي يسمح بدخول جميع انواع الضوء فتجدها سوداء
تغمض عينيك
تجد الغرفة قد أضيأت بفلاش قوي تفتح عينيك تجد صرخة غضب تفزعك ويهتز لها كيان غرفتك وزجاج شباكك الكبير وكينونتك
تستغرق جزءا من الثانية تفكر ثم لا تلبث أن تستعيد تلك الذكريات القديمة عن الرعد والبرق أو إن أردنا الدقة عن البرق والرعد

بم تفسر
حدوث البرق قبل الرعد دائما
الإجابة
بالرغم من أن كليهما يحدث في وقت واحد إلا أن البرق يسبق الرعد لأن البرق سرعته سرعة الضوء=300000000 متر في الثانية
بينما سرعة ظهور الرعد تساوي سرعة الصوت = 380 متر في الثانية

محبوبتك في الصغر وهي تختبئ في حضنك وتنظر إلى البرق وترتجف حين تهتز الأرضية بالرعد وأنت لها نطمئن وأنت لا تختلف عنها في خوفها

المنزل الجديد وذاك السقف الذي لا هو ساتر ولا هو حامٍ من الشتاء فهو يساعده على تسريب الماء داخل الشقة

وذاك الشباك الكبير الذي كان في حاجة الى تنده فقط لتبعد عنه الماء حتى لا يبلل مكتبي وكتبي وكراسة الواجب

ثم تصحو وانت صغيرا بعد كل هذا فتنزل الى الشارع فلا تجد أثرأ للمياه
ثم تهطل الأمطار في الشارع في الصباح وما ان تكف حتى تختفي المياة من الشوارع

تتذكر كل هذا وأكثر الآن فتنام وانت مطمئن البال

تضيئ الشمس الكون ولا تشرقه فتصحو على الضياء الذي دخل غرفتك
برد شديد
تتحمل
شاي بحليب وتكون في أحسن حال
ترتدي الملابس وتشكر الله على هذا الجو الغائم وتلك الرياح التي اشتقت لها ولمطرها الأهوج الذي لا يدري أيهطل مستقيما أم منحرفا

تنزل الى الشارع
تصدم تصعق تخيب امالك في وصف هذا اليوم
ياا الله ما كل هذي المياه
تصرخ فتضيع صرختك مع الرياح والامطار

تنظر اليك جارتك وتقول
ايش حال مكونش لسة عاملينلها - تقد المجاري - صيانه

تقز كذكر الضفدع فوق المناطق الجافة وتنجح في العبور حتى أول الشارع الرئيسي المسفلت بعناية
تحاول ان تعبر الشارع فتعبر اول طريق وتقف عالجزيرة - وحينها فقط علمت لما أطلقوا لها لقب جزيرة وهي تستحقه - ولمن لا يعلم الجزيرة هو ذاك الرصيف الذي يفصل الطريق الذاهب عن ذلك الآيب - - وتتمشى عليها حتى تصل الى اكثر الاماكن جفافا - وهي مبلولة - على الطريق الاخر

تعبر وتتذكر ذلك الرصيف الرخامي الأسود الذي كان يمثل الأسكندرية كان من الجرانيت وكانت به مزاريب تصرف الماء من على الرصيف الى مصارفها الشرعية
وكانت طبقة الاسفلت حين كسروه ليخرجوها تتجاوز النصف متر سمكأ
وكان غطاء البالوعة من الحديد الزهر كما هو الان ولكن مع فتحة واسعة لتحوي المياة
وكان الاسفلت بالفطرة التي فطرها صانعه له يجمع الماء ناحية الرصيف حتى يتسنى للبالوعة هناك ان تمتصه وتشربه في جوفها

تتذكر تلك المواسير التي خلعوها وقد كانت ايضا من الحديد الزهر
تتذكر لونها النبيتي الفاتح الصدئ

وتتذكر كيف استبدلوها بمواسير الـ PVC الرمادية البلاستيكية الضيقة

تركب الاوتوبيس
ابويوسف اقل المناطق تضررا وقد حسبتها اكثرهم
ساعدها على تفادي الأزمة تربتها الرملية البيضاء الناعمة التي امتصت المياه الى جوفها وحفظتها يوم ان يقطعوا عنا النيل
الهانوفيل تغرق البيطاش تغرق الدخيله على البحر تغرق وفي الجبل بيوت بأكملها أصبحت تحت المياه
المكس صعد الموج من البحر وغرق أكثر من 300 متر وحتى قبل خط الترام بحوالي 20 متر حيث يسمح للسيارات بالمرور
الورديان نجدتها الترعة وكذلك فعلت مع كفر عشري
شارع السبع بنات نجده ربه حيث أخر أعمال صيانة الصرف فيه
المنشية مستودع للظبط
محطة الرمل طهرها الشتاء وشاركته الرياح في التطهير من صور جمال مبارك - عليه من الله ما يستحق هو وأبيه ومن عاونهم - وكذلك فعلت في الكورنيش

تجلس على قهوة أبي رجب
تطلب الشاي
تشربه
تدفئ معدتك ويديك
تذهب
لترى شارع بور سعيد وقد أضحى بور حزين
لا كهرباء
وكمعظم الشجر قد انخلع
نعم انخلع ومن صمدت منهم اضحت خشبا بلا أوراق

تقضي ما نزلت من بيتك له
تشاهد فيلم ثرثرة فوق النيل في المكتبة
تأكل وتودع صديقيك
تقرر ان تذهب وترسم في مخيلتك الطريق
اخرج على الكورنيش اعبر الشارع من عند نفق الشبان المسلمين اتمشى محطة ترام واحدة اركب الاوتوبيس اهرب من هنا

وبالفعل امشي وتأتي لحظة عبور الطريق باستخدام النفق
انزل اول سلم
اجده مظلم ظلام القبر
اخرج المحمول واواصل النزول اضيئ الكشاف
وأغرق

لقد استولى البحر وساعدته الريح والامطار على النفق وارتفعت المياه لاعلى من سقفه وانا الان سقطت فيه
سقطت في الفخ وما أملحه من فخ
يضحك ويبكي ويصيبك بسعال وبرد
الصوف الذي ترتديه والذي كان سبب تدفئتك راح سبب بردك الان
تخرج سريعا
وتلعن محفظ الشيشة الذي لغاها ولم يكلف نفسه بوضع لافته تعلن ان النفق غير صالح بالمرة
او ان يكتب ( خطر مميت )
تريد ان تعبر الطريق تعد الحارات 5 في كل طريق
اي 10 حارات تتمتم في نفسك لست بطل ماراثون انت

اروح جريمممم بلازا منين لو سمحت
ينادي عليك شابا تحسه من القاهرة وهو يطل عليك من سيارته ويرتدي النصف كم
تركب السيارة توصله سموحة وتركب المنشية من سموحة والهدف الوحيد هو ان يعبر بك المشروع - الميكروباص - الكورنيش تمر على نفس النفق بالمشروع تجد عائلة تنزل فيه وانت تعلم وفي الدوران تصرخ الاناث ويخرجن وهن يضحكن ويسب الاب المسؤولَ وتدعو عليه الأم
تنزل سوتر تركب اوتوبيسك تصل بعد ساعتين وثلث تأخذ السرير بالحضن وتقسم الا تغادر البيت قبل انتهاء العاصفة


وحسبي الله ونعم الوكيل في اللي ركب المجاري من غير ما يسفلت

هناك تعليق واحد:

  1. زعلت أوى على إسكندرية :( وصف معبر للى حصل ، تحياتى .

    ردحذف