الأحد، 13 نوفمبر 2011

اللطيم

ذهب ممسكا بيد والده ناظرا الى وجه امه من بعيد ونظر الى الذي مسك بيده وسأله : هو انت ليه سبت ماما ؟؟
نظر اليه والده عاطفا وأجابه بخبث : حتعرف لما تعيش معاها
كان ردا مقتضبا من الأب إلا انها كلمة اثرت في ولده تأثير الرياح المتربة بالصخرة الصماء تنحتها وتجرحها ولا يظهر عليها فهي من يراها يحسبها جامدة وهي تُجرح بفعل الرياح


ذهب الولد الى امه ارتمى بحضنها ذرفت أدمعا بللت بها شعر غلامها احتضنته ويكانها قطة وجدت وليدها التائه منها فأخذته بين اسنانها كي  لا يضيع منها ثانية


ذهبا الى منزل والدته .. غرفته المنظمة مكتبه المنمق نظرة امه الحانية .. أخذ يتأملها .. كم هي جميلة أمي كم هي رقيقة كيف اتى لهذا الرجل قلب أن يطلقها .. ذهبت الى المطبخ فراغ إليها نظرت إليه وجد تحت عينيها سوادا حسبه كحل ثم ما لبث أن أدرك ان هذا من اثر البكاء والأرق .. سألها : وايه ف الدنيا اللي يخليكي تعيطي وتزعلي كده ؟
انفجرت هي بالبكاء المكتوم والدمع الذي لا تستطيع مقلتي عينيها الرقيقتين كبحه فاشاحت بوجهها عنه وتذكرت أن حبها لوليدها يعني ان تتركه يذهب مع أبيه كي يربيه وأنه لا يصح أبدا ما فعلته أن تلح على طليقها أن تضم ولدها الى حضانتها وهو لم يتجاوز العاشرة بعد .. فهي مريضة ومرضها قد يخلف لوليدها ألما شديدا


وما لبثت أن اشتدت عضلاتها وأحمر وجهها تتذكر أن ابنها خلفها تحاول السيطرة على نفسها تضييق بها رئتيها تشهق بقوة تريد أن تنظر إليه وتطمئنه ثم تتذكر كم هو شكلها مخيف الان وقد اصابتها نوبة الصرع يترامى الى مسامعها صوت ابنها الرقيق وهو متماسك بجأشه ويقول : مالك يا أمي ؟؟


تسقط هي ومعها الطبق وبه أكل وليدها من لحمة قد سهرت على طبخها فاليوم هو خامس ايام عيد الاضحى وكان ابنها قد طلب منها أكلا من يدها لأنه مل طبخ زوجة أبيه.


يحتضنها وهي ترتعش مرضا وخوفا عليه ويأسا منه ثم لا تلبث ان تدخل في حالة الاعياء وتغلق عينيها وتستسلم لها.


يهرع الولد الى التليفون يحدث أمها ترد بضجر وتقول يووووووووووووه تاني تلاقيها بس يا حبيبي اغم عليها متخافش انت بس وانا حتصل بيك كمان شوية اطمن عليها.. ده عادي هي بعد كل نوبة لازم تنام شوية سيبها ف مكانها بس اعدلها رقبتها ..


 يذهب الولد الى المطبخ ينام بين حضن أمه .. يصحو ف اليوم التالي يجدها نائمة يعاود الاتصال بوالدتها تخبره ألا يخاف فهذا عادي .. يذهب الى الشرفة يتطلع منها ليجد بائع غزل البنات القديم يزمر وينادي ينزل كي يشتري لها واحدة فيقابل جاره القديم فيحكي له ما اسم مدرسته وأنه اصبح في الصف الرابع ويذكرون درس الصديق عند الشدة وكم هو شيق وجميل.


يبتسم ويعود الى شقته يدخل تذهب ابتسامته يذهب الى التليفون ويتصل بأمها كي يقول لها أن رائحة المنزل عفنة وانه منتظر على السلم


*تمت*
وللأسف حدثت بالفعل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق